إن إسمرار اللثة يعد حاليا من المشكلات الشائعة التي تواجه فئات كبيرة من الناس وفيها يتحول اللون الوردي للثة الي اللون الداكن نتيجة زيادة افراز مادة الميلانين التي تصبغ خلايا اللثة بهذا اللون أو وجود ترسبات و تفاعلات خارجية. ويظهر اسمرار اللثة علي شكل نقط بنية (او زرقاء داكنة) او علي شكل بقع تغطي اجزاء كبيرة من اللثة.
على صعيد المظهر و الناحية الجمالية، تكتسب تصبغات اللثة أهمية كبيرة ، و أيضا هناك أهمية كبرى لها باعتبارها مؤشرا هاما على احتمالية ارتباطها ببعض الأمراض الباطنية التي لم يكتشفها المريض بعد.
ان اسمرار اللثة يعود في اغلب الاحيان الي عوامل وراثية او طبقا للون البشرة الاسمر وفي هذه الحالة لا يعتبر مرضا او مصدر خطورة، بينما في حالات أخرى يكون التصبغ مرتبط بوجود مسببات مرضية قد تكون مؤقتة و عارضة و قد تكون خطيرة ومؤثرة و متعلقة بحياة المريض.
اسباب اسمرار اللثة
1- التصبغ الطبيعي (الفسيولوجي): و هو أكثر أسباب التصبغ اللثوي شيوعا حيث تتفاوت كمية صبغ الميلانين ونشاط الخلايا المصنعة له من شخص لآخر وفقا للعرق و تنعكس هذه الفوارق العرقية في مدى وضوح البقع الصبغية حيث تكون أكثر اسمرارا و انتشارا على كل أنسجة الفم و بدرجة متناسبة مع لون الجلد.
2- التدخين: يعتبر من احد اهم الاسباب التي تؤثر علي لون اللثة وتجعلها اكثر اسمراراً حيث انه يحفز خلايا اللثة علي زيادة افراز مادة الميلانين التي تصبغ اللثة كما ان المواد الكيميائية الضارة الموجودة في الدخان كالنيكوتين والقطران تترسب علي انسجة اللثة وتخفي لونها الوردي وتحولها الي اللون الاسمر.
3- عدم الاهتمام بنظافة الاسنان: تراكم بقايا الطعام علي سطح الاسنان واللثة بما يحمله من صبغات صناعية يساهم بشكل كبير علي تغير لون اللثة والاسنان كما انه يؤدي الي تكوين طبقات جيرية داخل اللثة تتسبب في تكوين تجمعات دموية تعطي لون داكن للثة .
4- الاصابة ببعض الامراض و المتلازمات الوراثية: و غالبا سيكون هناك تصبغات أخرى على مناطق متفرقة من جلد المريض و بتوزيع متناسق مثل الوحمة الزرقاء وهي لا تعتبر حالة مرضية ولابد من استشارة الطبيب للتاكد من انها وحمة زرقاء وليست صبغات لها علاقة بمرض معين.
5- اختلال الهرمونات: و يتجلى ذلك في حالة الحمل حيث تظهر بقع داكنة على جلد الوجه و الشفاه و اللثة ، أيضا اختلال هرمون الكورتيزول في مرض Cushing و Addison، أو نتيجة لتعاطي عقار الكورتيزون أو مشتقاته بصفة مزمنة.
6- تعاطي بعض العقاقير الطبية: مثل المضادات الحيوية التي تنتمي لعائلة "تيتراسايكلين"، أو تلك التي تستخدم في علاج مرض الدرن TB، وبعض العقاقير التي تستخدم لعلاج الأمراض المناعية المزمنة مثل مرض الذئبة الحمراء .
7- التعرض لبعض المواد الكيميائية في بيئة العمل: حيث وجد أنه في بعض المهن يتم التعرض لأبخرة العناصر الفلزية مثل الرصاص و البزموت داخل المصانع، و المعروف عن هذه العناصر أنها نشطة و تتفاعل مع مركبات موجودة في نسيج اللثة لتتكون رواسب سوداء على حواف اللثة.
8- الكدمات و الإصابات : مثل التي تحدث مع ممارسة اللعبات الرياضية العنيفة مثل الملاكمة ، و ما يترتب عن هذه الكدمات من تجمعات دموية باللثة تأخذ شكل بقع زرقاء أو رمادية . و إلى جانب الرياضة قد تكون البقعة الداكنة باللثة نتيجة إصابة عارضة بشئ يحتوي على مادة كربونية مثل إصابات الأطفال الصغار بسن القلم المدبب المحتوي على مادة الجرافيت الكربونية و بهذه الاصابة العارضة يتم زرع جزيئات الكربون للأبد داخل اللثة و تظل البقعة الداكنة قائمة مدى الحياة.
9- بقايا حشوة المملغم: و هي حشوة شائعة جدا في مجال طب الأسنان و يحدث أحيانا زرع لبعض أجزاء الحشوة أثناء الإجراء الطبي مثل استبدال حشوة مملغم قديمة بأخرى جديدة فتتناثر بعض جزيئات المملغم بسرعة عالية لتستقر داخل النسيج اللثوي، لاسيما و ان كان المريض قد قام بخلع ضرس مجاور و لم يتم التئام اللثة بالكامل في موضع الخلع.، و في هذه الحالة ستظهر تلك الأجزاء بوضوح تام بعد تصوير المنطقة بالأشعة السينية X-rays.
10- بعض الأورام السرطانية : و على رأسها سرطان الخلايا الصبغية و هو من أشرس أنواع السرطانات و يصيب اللثة على شكل تورم بني اللون و متقرح. و أحيانا يكون على هيئة بقعة داكنة مماثلة لأي من تلك المسببة بعوامل حميدة، لذلك فإنه
عند ظهور تصبغ مفاجئ على اللثة بدون سبب واضح يجب زيارة طبيب الأسنان ليتم تحري كل الأسباب المحتملة وفي حال تم استبعاد كل الأسباب الممكنة سيقوم الطبيب بأخذ عينة من الورم لتحليلها بمعمل الباثولوجي و تشخيص الورم و من ثم البدء الفوري في العلاج قبل تفافم الورم السرطاني و انتشاره.
الوقاية والعلاج من اسمرار وتصبغات اللثة
1- التوقف عن التدخين بكل اشكاله حتي تبقي اللثة محتفظة بلونها الوردي الطبيعي.
2- الاهتمام بنظافة الاسنان واللثة واستخدام غسول للفم لتطهير اللثة من اي ميكروبات قد تسبب اي التهابات بها وتفادي تكون طبقات الجير والجيوب اللثوية.
3- الكشف الدوري وزيارة طبيب الاسنان للتاكد من خلو اللثة من اي تصبغات مرضية .
4- تناول الاطعمة الغنية بالفيتامينات والالياف كالخضروات والفاكهة.
يتم استخدام تقنية الليزر في تفتيت الاصباغ داخل خلايا اللثة ويتم ذلك عن طريق تسليط شعاع الليزر علي البقع الداكنة علي جلسات متتالية حتي نصل للون الطبيعي للثة.
تعليقات: 0
إرسال تعليق